الجمعة، 9 ديسمبر 2011

معن سمارة..بين التمرد والجنون حضور تسبقه الكلمات






هو التناقض والتمرد والجنون والخروج عن المألوف،إبداع وكتابة ٌ تأخذنا إلى أربعة عشر عاماً من الكتابة الإبداعية التي تلفظ أنفاسها في شخصية معن سمارة، روح جَسدت ثغرات الأدب والفكر في سطور قصصية كانت و نثرية، رسم طريقه بفكرة مبللة بأحلام طفولية وهيام، لطفل حَلم وأمر للحلم أن يُعدم"فأعدم والديه" وهما حيان يرزقان،عرف عن نفسه "أنا بلا أب بلا أم" مجازياً.
كان وهكذا يريد أن يبقى معن سمارة إبن قرية بلعين يبلغ من العمرثلاثون عاماً ،له العديد من المؤلفات والإنجازات على صعيد الشعر والنصوص الثقافية، لغته مباشرة قد تحمل الفظاظة والجرأة والجنون والغرابة ،حالة الإكتراث والعبثية المليئة بها شخصيته الرافضة لكل ما هو تقليدي . شخصية مغامرة لكل ما هو غير معروف فحملته الحياة على دربها وأطرافها ،أراد أن يكون على الهامش ، لعل أحداً ينظر إلى بسطته !.

التمرد والجنون وحالة الفوضى التي تجسدت عليها شخصيتك وبدايتك،ماذا يعرفها معن سمارة؟
بداية المشوار" يراعات " الصادرة عن مؤسسة تامر لتعليم المجتمعي والتي كنتُ عضو في هيئة التحرير ،ثم أصبحت بعد ذلك مشرفاً عام للمشروع ،أحد الاشكال التي تبث الكتابة الابداعية مع الأطفال والشباب ولي عدة إصدارات تنوعت ما بين النصوص الأدبية والقصصية ،هذا التمرد و الذي صنع معن سمارة و لقَبهُ البعض"بالمجنون والمتمرد وخارج عن المجتمع كلّه" رغم عدم شعوري بأني متمرد والحديث لمعن بالطبع.
ربما هذا التمرد يخلق نوعاً من التميز أيضاً "ضمن إطار الخارج عن المعروف"؟
"لا أحب أن أصنف نفسي ،لأني أعيش مع التفاصيل وأمارس دور "الأراجوز"الذي يُضحك الناس كثيراً،وأستمتع بذلك كثيراً على الاقل مبرراً الكثير من الامور الموجودة في الحياة ليتقبلها الناس، لكي لا يشعروا بغربيتهم عني،ولا يمكن أن يكون لهذا الامر نوعاً من التصنع،وإنما بشكل طبيعي وبسيط، فهذا ليس ما أقرره لأقدره وأحاول إيجاد فسحة لضّحك واللعب من خلال ألفاظ معينة لكي يصبح نوع من القبول لصدمة أحاول ان امارسها مع الشباب ،ليصدموني هم أيضاً".
أين وجد معن سمارة الكاتب والإنسان نفسه لينتج هذا الابداع؟
من خلال فكرة بحثية نضجت تربط واقع المقاهي والثقافة، لتؤخذ مدينة رام الله نموذجاً للمقاهي الشعبية المنتشرة، هنا فضل الكاتب نفسه ولهنا أيضاً أختار ان يكون اللقاء في مقهي وسط مدينة رام الله ،أقضي حياتي في المقاهي ..لأعيش تفاصيل الشخصية لا يجد نفسه إلا في المقهى "لا أرى أحد في المقهى عند الكتابة هذا غريب!" إن فلسفة المكان ترتسم و تغزو حروف كتابات معن .
من هي الشخصية ( كاتب أو شاعراً) أثر في معن سمارة؟
لا أجد نفسي الا أنها تشبه نفسها ،إنعكاساتي الشخصية والإنسانية مع مكونات النص هو إحساسي بالحياة ، قد يكون النص هو إنعكاس لشخصيتي وللواقع أيضاً .
فكرة جلوسك في المقهي هل في هذا محاولة لتكون مثل الكاتب زياد خداش وكتاباته المستقاه من حياة المقاهي؟
لا ،أجد أن هناك تأثير حاصل لي إن كان من كاتباً أو غيره أنا فقط "معن سمارة"،" أعتبر نفسي إبن شارع" أفضل المقاهي الشعبية ولعب الورق ،الحديث مع الناس والدخول في حوارات "لما لهذاالنوع من حقيقة تحاكي الواقع ".

كيف يرى معن سمارة نفسه بعد يراعات ؟
لي العدبد من المؤلفات والإنجازات في الشعر والكتابة القصصية التي وجدت طريقها إلى عدد من المجلات والصحف العربية منها(مجلة الأيام الثقافية،ومجلة الاقواس،وغيرها) وبعد يراعات إتجهت نحو بيع الكتب "أحمل شنته..أبيع الكتب ..عشان 24 شيكل لأعيش !"شعور جميل "أسرق العديد من الخضار من السوق من بيرزيت فكرة طائشة حملتها وسرت بها أكل البطاطا ثلاث مرات يومياً.." بطاطا مقلية".
ما القضايا التي طرحتها وأثارت جدلاً في الشارع الفلسطيني؟
إن المجتمع جزء من كتاباتي من خلال رؤيتي للأشياء، إن حياة النص تربط الكاتب بها فبعضها يحملني للمباشرة بالكتابة وأخرى للفظاظة في اللغة، وهناك العديد من القضايا التي طرحتها، منها قضية التعليم في المدارس والتي أدت بي في نهاية المطاف لمحاكمة قضائية، في مرحلة ما عشتُ في خوف "متل حد يضربني سكين" وهذا لأنهم كفروني في المساجد".أن نمط الكتابة الذي يحمل الرفض والقبول والنص يعكس كل هذه التجربة وكل هذه القيمة تكون في مداها الحقيقي،ولم يكن عندي أي مشكلة في العمل مع بلدية رام الله في "الزبالة" كعامل نظافة كما وأن أعمل في مزارع للدواجن وأنا طالب في المدرسة، كما كان مطلوب مني ان أكون الأول عالصف ،لم يكن عندي أي مشكلة في هذا كل هذه التجارب ارتبطت بالوضع الاجتماعي والفقر لأثبت ذاتي.
كيف يرى معن الجو الثقافي في الأوساط الشبابية اليوم؟
أجد أن هناك إشكالية كبيرة، أولها إشكالية" الأباء" الناس الذين يحاولون أن يكون أبائاً على كل شيء وهذا نابع من ثقافة السلطة والسيطرة التي تحدد و تخنق الشباب بدون أن تعرف أنها تؤذيه، بالتالي لا يخرج بشكل طبيعي وهنا يصبح سطح المشهد محصور بأسماء محددة ومكرسة "ما عندها شيء لتحكيه ..كلام أتحمل مسؤليته"وأقصد هنا (الكّتاب الأباء). كذلك هناك فكرة المؤسسات الأدبية ليس لها علاقة بالثقافة الحقيقية للمجتمع الفلسطيني نهائياً بحيث أنها تتعامل مع أسماء معينة يتناسبون مع سياسة المؤسسة والدعوة الى مركزية الأمور، ولا تحاول فتح آفاق للشباب الجدد.
من خلال مشروع بسطة الكتابة و التي لها خمسة أشهر تصدر في صحيفة الأيام، وجدت أن المشهد الفلسطيني التقليدي والرسمي فقير وأن المشهد الهامشي غني بكثير من الاسماء والنصوص المميزة.

إلى من برأيك تعود هذه الاشكالية ؟ولماذا
"هناك غياب واضح لإتحاد الكتّاب والمؤسسات الثقافية غايبة ووزارة الثقافة بتغيب في نفسها، منشغلين في المناصب وصراعات "تافهه" إن السؤال الحقيقي ماذا فعلت الأنشطة التي أوجدتها تلك المؤسسات؟ ،هناك غياب حقيقي لدورها على الصعيد الفعلي لإبراز الشباب المبدع على سبيل المثال: إتحاد الكتاب الفلسطيني من عام 2002 لم ينشر أي كتاب، كذلك بيت الشعر من عام2007 الى اليوم ماذا نشرت !والدليل على ذلك أن إحتفالية القدس عاصمة لثقافة العربية مرت أمامتاً دون حدوث أي نشاط ثقافي حقيقي، كذلك معرض فلسطين الدولي للكتاب لماذا لم يحدث.
ماذا أضافت تجربة الشباب لمعن سمارة ؟
الكثير الكثير، برأي " أذا لم تتعلم في حياتك أمور جديدة...روح أقتل حالك" وأصر عليها، لأن التجربة في كل شيء مهمة و إذا توقفتِ إذاً أنتِ توقفت.. أعطي فرصة لغيرك، لذلك أعتبر نفسي أتعلم باستمرار إن مجموعة التجارب الإنسانية التي يعيشها الفرد مع الشباب وزملائه في العمل بتكوّن ثقافة مختلفة وتعطي غنى لتجربة الشخصية .
إصداراتك حملت عناوين كثيرة وبصمة معن المتميزة،حدثنا عنها؟
في 2002 نشر ديوان شعر حمل عنوان "ما روي عن مجنون"، وفي 2003 نشر لي كتاب بحثي تناول المقاهي والثقافة فيه،وفي 2005 كان لي مشاركة مع وزارة الثقافة في كتاب مختارات من كتابات الشباب، وفي 2009 كتاب"ما يشبه الرقص" والأن أحضر لمجموعة شعرية بعنوان "رعشات كائن الظل "ستصدر قريباً في عدد من الدول العربية منها (سوريا والاردن وفلسطين)،في رؤية نحو إنتاج مجلة شبابية على الاغلب أن تصدر الشهر المقبل ،لم يتم إختيار عنوان بعد. كذلك سيصدر كتاب مع مؤسسة تامر يتناول الكتاب تجارب أطفال بلعين مع جدار الفصل العنصري .
القسم الثاني التي وددت الحديث عنه ..

هل كان من الصعب عليك إيجاد زاوية كتابية في جريدة الأيام بين كتاب كبار؟
إطلاقاً لأ، وجدت علاقة مميزة مع الايام الثقافي ربطتني بهم، إن فكرة البسطة جاءت من خلال الفيس بوك والأصدقاء المتواجدين عليه، أصبح هناك مبادلة النصوص فيما بيننا كإصدقاء ،إن فكرة الثقافه الإلكترونيه لم تكن محبذة بالنسبة لي ،فأردت ان أنقلها بشكل واقعي وملموسة اكثر.
من أين جائت فكرة البسطة وتسميتها ؟
جاءت من فكرة جلوسي في المقاهي ومراقبة المارة عبر النافذة "الناس والبنات الحلوات"ضاحكاً ، فكرة الستات والرجال الذين يبسطون في طرقات القدس والعلاقة الناجمة من الحراك والبيع ومن هنا حملت عنوان البسطة، كثير من الناس "تدايقوا كون البسطة شيء رخيص و(بذيء)،والأدب لا يقدّم عبر بسطة ودخلت في جدال متعب كان "يضايقني ويستفزني"، وهنا أدركت أن الفكرة التي يجادلوني فيها ما هي الا تكريس لفكر المؤسسات التي تدعو الى المحافظة على الأدب الرسمي .
ما الجديد التي تطرحه بسطة كتابة؟
لن أنتقد أحد، سأكتب إحساسي الداخلي في النص لهؤلاء الناس ، بالإضافة إلى أن البسطة ستطرح أسماءً ليس فقط لفلسطنين الموجدين هنا وإنما أيضاً فلسطينين يتواجدون خارج فلسطين كالسويد، سوريا،الأردن و من كافة أنحاء العالم ، في محاولة لتشكيلّ المشهد الفلسطيني مع بعض أينما كنا.
الأشخاص الذين تسلط الضوء عليهم هل هم أصدقائك أم لا؟
أكيد أنهُ ليس جميعهم أصدقائي، بحكم تجربتي في منهم أصدقائي ولكن الموضوع ليس (محاباة )وإنما الاهتمام وتشجيع الابداعات الشبابية .
في كتابتك الأخيرة التي حملت عنوان "بسطة كتابة عن الأصوات الجديدة في فلسطين "تقول:"هي محاولة أولية وبدائية جداً من الأصوات على تنوعها عبر بسطتي ... آملاً أن تؤسس مبادرتي الى الإنتباه الأعمق...لهذه الاسماء..." كما قلت أيضاً "أعتبر نفسي هامشياً" هل هي
دعوة لك يا معن ولشباب أيضاً؟
بالنسبة لي لايهمني ، يهمني أن أكون عند مبدئي وتوجهاتي وعند أحلامي الشخصية والمجتمعية، لكن بسطتي تعتبر رسالة للكثير من الناس و المؤسسات الأدبية وللأشخاص المهتمين بالأدب فلسطنياً وعربياً، هناك أصوات تستحق الإنتباه لها، دوري أن أظهر هذه الأصوات، لاحقاَ يمكن لمؤسسة مختصة أن تتبنى هذه الكتابات، أظهرت هذه البسطة حوالي 22 من الأسماء الشبابية الفلسطينية.بسطة كتابة تُحدث جدلاً (حديث الشارع والمقاهي) محلياً وعربياً ، والأصداء تعجبني وكان هذا جلياً في إحدى المرات التي كنتُ قررت التوقف عن نشر بسطة الكتابة ،حينها شهدت ردات الافعال"بشكل مهول" لعدم إيقافها لما أحدثته من حراك.



"بسطة الإبداع" جسم مشترك يُبنى محلياً وعربياُ هذا جميل بحد ذاته لعل ما تحمله البسطة الكتابية اليوم تحقق جزءً مِن مَن قصرت بإتجاهه جهات صاحبة شأن نتمنى لكل المبدعين أن يتم دعمهم ومساندتهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق